الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

فقاعة ماء في الهواء


Henrik Sorensen

اليك أكتب..
ودائما أتخيل -وهذا مايخيفني بأن يأتي يوم لا أفرق فيه بين حياتي وخيالي- مشهد اكتشفت بأني أحبه من الخارج أكثر وكدور أقوم بتأديته لهذا أدركت بأني أجبن من أن أقدم على الانتحار في يوم ما.
وعرفت -أو يحتمل- أني أحب المشهد لانه عندما يقدم من يقوم بدور الانتحار عني لا يقتلني أنا بل أشياء أريد أن تموت عني

أتخيل
أني أصعد سلالم بناية عالية -المرتفعات العمرانية ترعبني إلا أن المرتفعات الطبيعية تأسرني- البناية كالبرج، وهي وسط منطقة مدنيّة حيّة ومليئة بالناس وكم تخيلت أن الناس يعيشون حياة رائعة دون أن يخبروني بها. أكمل صعودي للبرج، أخرج من جوفه الى السطح. الجو بارد، وأثر المطر واضح من خلال الأرضية الرطبة والأصوات التي تقطر من حولي، وتشعرني بأن شيئا ما يرمقني. وسحابة لم يكتمل رحيلها وإنزال مافيها.

أصعد درجات سلمٍ للأعلى
رجلي ترتجف، الهواء البارد. وتنزلق، لعله الخوف. ارتعش،البرد يفعل أكثر من ذلك. أتمسك بالقضبان الحديدية لأكمل صعودي، أتوكأ عليها، أنهار قليلا، أتوكأ بخدي على حديدة، باردة كالثلج. ألذ وأحن عليّ من الدفء

أبكي
أبكي وتتغير ملامح وجهي. لطالما اعتبرت ملامحي فظيعة عند البكاء.وجهي ليس قبيحا لكنه بشع عندما يبكي أحب طريقة تعبيره وإن لم يعجبني شكله وكأنه يمسك بملامحه ويشد على ما يبكيه بقوة

أتنفس بحرقة. أتحسس الحديدة أصبحت دافئة قليلا.

أكمل طريقي، وأتخيل بأني لا أدري مالذي فعلته بعدها لكن أَجِد نفسي أطير وأنا مستلقي بظهري على الهواء
أطير 
أطير للأسفل
بقوة
أحس بأن الدمع يطير للأعلى وهو يخرج من عيني، هذا الفراق يجعلني أتخيل الدمع فقاعات وأنا أغوص برأسي للأسفل بالماء كما كنت أحب
ابتسم
وارتطم بالأرض

لطالما كان السقوط بالخلف يؤلمني أكثر. أذكر أن رأسي يقتلني ألما ان سقطت على ظهري ورأسي بالخلف. ذلك يجعلني أطلق شهيقا حادا يخترق صدري بعنف
ألم
لا أدري لم اخترت أكثر شيء كان يؤلمني، طريقة لانتحار أحدنا؛ لعلي ظننت بأني سأسبح كما كنت أحب ولن أسقط كما كنت أخشى دوما

أكمل الرسالة بعد أن هربت وبطريقة بهلوانية كقصة من رأسي الذي كنت أفكر به 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق