الجمعة، 17 يناير 2020

نافذة تطل على أحدهم





صعد الدرج باتجاه غرفة صاحبة. فتح الباب، لا توجد أغراض كثيرة بالغرفة،خالية بدت كذلك ودائما كانت حتى بوجود صاحبه الذي تحدث كثيرا عن غرفة حاول الخروج منها بحفر الجدران بأظافره. كلامه كان مؤذيا لكن جدار غرفته لم يكن فيه إلا أشياء يحبها معلقة، لطالما أحب الحديث عنهاكما يقول. كان يقول عن نفسه بأنه انسان فارغ فهو لا يستطيع الحديث عن نفسه إلا من خلال الأشياء التي تذكره بشيء ما. 

على الطاولة دفاتر قديمة صفت بلا عناية يقول بأنهم سمحوا له بالاحتفاظ بها. الغرفة هادئة لا يوجد بها شيء يلفت الروح تماما مثل ملامحه. أخبروه كما يقول  بأن لاشيء هو أقصى ما يُمكنه قوله للآخرين.

اعتاد أن يحادث الناس لا أدري أن كانوا كثر لكن بالكاد كان أحدهم يحدث شيئا في تعابير وجهه، هكذا يبدو. كان يقول دوما بأنه عاجز عن قول ما يرغبه للشخص الذي يريده.

بالغرفة نافذة وحيدة  تطل على شارع بسيط، يسير وحيدا خلف المبنى. بالكاد يعبره أحد بشكل غير اعتيادي. 

اعتاد المارة الاعتياديون أن يشاهدوا تلويحة يده وهو يلقي بالتحية خارجا، هكذا بدا لهم. أحيانا كان المارة يلتقطون التحية ويردون عليه وأحايين كثيرة لم يكن يترك لنفسه وقتا حتى يتأكد من وجود رد يلوح له. -كان الجدار يمسح على ظهره- ملله من الانتظار لم يمنعه من التكرار. في اليوم التالي.

"هذا أقصى ما يمكن فعله"

حتى أتى متأخرا من صعد الدرج إلى غرفت

لم تعد تلك اليد تلوح، هل اختفى؟ أم اختفت تلويحته؟

أتى من يسأل عنه. 

كانت تلويحاته صمتا خانقا اخترقته صرخة انقطاعه. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*  
"كنت يائسا فُرض علي أن لا أغير شيئا في طريقة تلويحي. كان سجنا يفرض على المحكومين -لا أدري من متى- البقاء فيه الى أن يأتي أي و أي أحد إليهم. كان السجناء يعدون الأشخاص بدل أيام عمرهم. وقد كبرت كثيرا، انقضى آلاف الأشخاص مني حتى أتيت أنت ليقف العمر عندك"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق