الأحد، 28 يونيو 2020

للطبيعة وجه طفوليّ

 بالنسبة لي يمكن اعتبار الأطفال منظرا طبيعيّا. الطبيعة وان آذت لا نحقد عليها؛ نعرف أنها فعلت ذلك بحكم طبيعتها. انهم ليسوا مثل البالغين ندرك يقينا أنهم يؤذون بعد تفكير وتعمّد. هم ليسوا أغبياء، حتّى الطبيعة ليست غبية. إنهم أذكياء لكنهم لا يخفون تفكيرهم كما نفعل نحن البالغين. نحن نفكر بأن كل من حولنا يفكّر بامر ما لهذا نفكر كردة فعل عدوانية ومع سلسلة لا تنتهي من هذه الأفكار ينشأ عالم متعب ومريب، وحدهم الأغبياء يقعون بالفخ دائما. لهذا نشعر ضمنيّا بأن من قد نلمح الى أنهم أغبياء لأنهم "على نياتهم" طيبون، حتّى في المسلسلات الكرتونيّة. انهم يلطّفون الشخصيات الشريرة بجعلهم أغبياء في عالم الكرتون، والأشرار الأذكياء هم الأوغاد بينهم. كلنا علقت فينا بقايا من طبيعتها الطفولية، مثل الحذر برفق لا يفسد سياق الأذهان وأشياء أخرى متفرقة يصعب علينا تذكّرها وهي في أعماقنا. طبيعتنا التي تظهر فجأة وفي لحظات معيّنة، بالغالب عندما نعبّر عن مايبهرنا فجأة -فهمت لماذا يقولون الفن يصنع السلام وان كان كاريكاتوريّا قولهم: حاربوا الارهاب بالموسيقى- لهذا التعبير عن ما يعجبنا بتفكير وذكاء حاد -كالسكّين- لا يبدو طبيعيّا، ألهذا لا نحبّ النقاد كثيرا؟    

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الصورة من منغوليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق