السبت، 7 ديسمبر 2019

كرة بولينغ



في جوف ما يشبه كرة البولينغ بحجم بيت صغير كنت داخل تجويف بالكاد يسع شخص واحد. بالأمس كنت ألعب البولينغ، أو هكذا أذكر أو أحلم. ذلك ما أودعني في جوفها. المكان أضيق مما يبدو عليه. يخيّل إلى أن المكان يضيق أكثر وهذا يخنقني. أحاول دفع الجدار للخارج، أصرخ. لا شيء حتّى صراخي لا ينفذ للخارج. بكيت بحرقة، حيث أني لم أفهم قبل الآن لم يكتبونها هكذا "بكيت بحرقة" الآن أفهمها بحرقة. الدمع يشعل عيني، ولا نسيم أو نفس يطفئ اللهيب عن عيني. 
أصرخ، أدفع الجدار، أخدش الجدار بأظافري. لو أني حفرت للخارج؟ أحك الجدار بقوة، أصرخ حتى يخف الألم، أدميت أصابعي ومقدار ماحفرت لم يكن أعمق مما حفر الجدار في أصابعي. فكرت لو أني حفرت حتى آخر جزء مني لما وصلت للخارج. أجثو على ركبتي، أبكي بهدوء مسندا يداي على الجدار، أشعر بدوار! هل الكرة تتدحرج؟
بأعجوبة خرجت! كان حلما وكان ذلك وشيكا. 

أنهض لأردتي ملابسي، ملابس العمل. وداخل مقر عمل لا يمكنني الخروج منه ومن لباسه وأسواره وحتّى اتصالاته المزعجة أدرك أني لم أخرج منه يوما. 
انتهى العمل. خروج مؤقت. للأسف من المعيب أن تكره شيئا يتمناه غيرك. أصل للبيت بعد سباق مع الزمن للحاق بأكبر قدر من الوقت. أفتح خزانة ملابسي. حيث حبست ملابسي. بالكاد تتعدى اللون الأزرق والرمادي. أنهي لباسي وأخرج. كأن المكان كان مخططا له، أصل إليه بعد تداول عدة خيارات انتهيت كالعادة الى ماعتدت اختياره. كأني أحدق بباقي الخيارات دون أن أخرج إليها، من نافذة نفس الأماكن التي -ولا أدري كيف- أرغمت عليها. كل شيء مثل ما قبل الأمس وقبله. خرجت من المكان أو لا أدري للتو دخلت -متى دخلت لا أذكر- أجلس عنده نفس الطاولة التي اعتدت عليها. أضع أغراضي لأجلس أو لا أدري للتو جمعت أغراضي ونهضت -متى نهضت لا أذكر- على كل ملأت بها جيبي وخرجت وعند الباب أذكر أني للتو كنت قد خرجت، متي وهل فعلا خرجت؟ لا أدري أو لا يهم، أشعر بالدوار وكأنّ أحدهم يدحرج كرة حبسني فيها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق