الاثنين، 22 فبراير 2016

قصص من الكالتشيو








في يوم ما كان هذا الرجل الموجود بالصورة يسمّى "بملك التكتيك" ومتابعي الكالتشيو لاشكّ يفهمون مثل تلك المبالغات. اليوم حتّى متابعي الكالتشيو قد لايعرفون أين هو الآن ماريو بيريتا. عندما تسأل مالسبب سأجيبك بأنّه الكالتشيو لاأكثر. في الكالتشيو هنالك جنون مختلف من قبل محبّيه، يتعدّى صور البروفايلات التي تحمل شكل ميسي ورونالدو والميداليّات والبدل الأصليّة التي يلبسها متابعي الدوريّات الأخرى.

قد يتخيّل العاشق الكثير من الصفات الجميلة -وهمًا- في محبوبته وهو كذلك عشق الكالتشيو. تجد جمهوره والمهتمّين فيه لايفوّتون أيّ لمحة جمال تمر دون التغزّل بها.

درّب بيريتا أندية عديدة ليتشي ،تورينو وقبلها سيينا، النادي الذي لايملك أيّ شيء وفعل كلّ شيء في سبيل القتال أمام الفرق الكبيرة -خاصة مع المدرب جيامباولو-، فملعبه تطلّ عليه البيوت! من صغر حجمه ومع ذلك كانت هزيمته تصعب على الكبار -أتحّدث عن مواسم مابعد الكالتشيو بولي مباشرة-. كان ثمن لاعب احتياط في البريميرليج يساوي ثمن بطاقة لاعبي سيينا جميعا! ومع ذلك فسيينا بقي على مايرام. وحافظ على تشكيلة لابأس بها وفيها لاعب من دولة لختنشتين! -ابحث عنها في الخريطة إن كنت قادرا- وهو فريك، لاعب لابأس به انظروا الى أين وصلت جهود هذا النادي في البحث عن لاعبين.

في موسم ما بيريتا  كان سببا في حرمان الانتر من التتويج في الجوزيبي مياتزا بالدوري. وذلك بسبب التعادل المفاجئ الذي فرضه سيينا عليه. وصل الحال ببعض الجماهير أن تهجّموا على المدرّب بيريتا، فهم يقولون بأنّه قاتل بشراسة ليحرم الانتر من طعم التتويج لأنّه ميلانيستا!. رحل بيريتا ومن بعدها أتى جامباولو ومع جامباولو حكايات أخرى.

عندما اهتزّ الكالتشيو بفعل فضيحة الكالتشيو بولي صعدت عدّة فرق تحاول البروز من جديد. ففي تلك الفترة عاد نابولي من النسيان وأبدع سامبدوريا أيّما ابداع بعد ولادة قيصريّة جديدة لكاسانو وباتزيني للحياة. لم يكن ينقص الكالتشيو ذاك شيء إلا أن يكون الانتر أقلّ قوّة مما كان عليه، فذاك الانتر\البلدوزر داس على بقيّة الأندية وحطّم أحلام الرومانيستا الذين اكتفوا بالوصافة أكثر من اللازم. لقد كان فريقا لايتكرّر: توتي،بيروتا،شييفو،ميكسيس،جوان،بيتزارو،فوزينيتش وسوء الحظّ أخيرا.    

في تلك الأيّام كان عشّاق الكالتشيو يتحدّثون بشغف -ربّما- عن ماتزاري وعن ديل نيري ومرّة عن لاعبين مثل فلوكاري، كوموتو، اسبوزيتو (لاعب ليتشي). ليس الفراغ بل الهوس بكلّ مافي الكالتشيو، حتّى مدراء الأندية معروفين ورؤساء الأندية الصغيرة أعني كذلك معروفين. في عام ٢٠٠٧ قدّم الميلان هديّة لعشّاق الكالتشيو بفوزه بدوري الأبطال  فتلك البطولة كانت بطولة انشيلوتي وكاكا وشيء آخر ليس  DNA  كما يزعم غالياني. ذلك الفوز جعل العديد من الجماهير الرياضيّة تكفّ أذاها عن عشّاق الكالتشيو، الدوري الممل والدفاعي. فحتّى كلمة التكتيك كانت كريهة الى أن أحبّها عشّاق تشيلسي\البريميرليج  مع هيدينك. كان الكثير لايكترثون بالكالتشيو من عشاق باقي الدوريّات، بل كانوا يتجهالونه عمدا ويسخرون منه في حين استمرّ عشاق الكالتشيو بالعيش في عزلتهم هائمين. ولاأنسى تعليق أحدهم عندما سخر منهم وقال: "حتّى جوفينكو يقولون عنه موهبه وهو بهذا العمر" ! .

فعلا كانوا معزولين. في زمن إن لم تتحدّث بكثرة عن ميسي سواءا حبّا أو كرها فأنت في غيبوبة عن عالم الرياضة.

لبقيّة الدوريات حكايات أجمل من سيينا وبيريتا -الذي بالنهاية أعتبره الآن مدرّب عاديّ وقد انتهى أخيرا-  لكنّها لاتُروى وهنا الفرق. 

الأجواء مع تشجيع الكالتشيو أجمل مما نتصوّر. حتّى التصاريح لاتشبه التصاريح الرياضيّة الأخرى: 
"بيرلو كالجرح المفتوح يزداد عمقا كلما رأيته يلعب لليوفي"  
*بيرلسكوني


 في الكالتشيو
 المبالغات مستساغة كثيرا والبطولات الوهميّة لها احترامها ونسج الأساطير حول الفرق والأبطال جزء من حقيقة الكالتشيو. تبجيل للماضي التليد بمجده الذي يكبر مع مرّ الأزمان. رجال لم يصنعوا ربع ما صنعه براين كلوف وبوب بيزلي بإنجلتراجعلوا منهم قياصرة هنا في الكالتشيو.
الإحتفاء والإحتفال مختلف عندما يتمّ الإحتفال، في صحّة الكالتشيو.

الأربعاء، 3 فبراير 2016

مدوّنتي: في السماء غرفة

http://aaaziz.blogspot.com/

"في السماء غرفة" مدوّنتي السابقة. كنت قد فقدت القدرة على الدخول إليها وتركت المحاولة لآخذها هنا معي. لم يكن في تلك الأيّام وأنا أكتب فيها أشياء تشغلني أكثر من الأشياء التي كنت أحبّ الحديث عنها والكتابة عنها. لكن في هذه الأيّام هنالك الكثير من الأحداث التي تتخطّف الأذهان. لايمكنك الكتابة عن شيء بهدوء دون أن تقاطعك الأحداث المؤسفة التي تحدث من حولنا في العراق وسوريا. 

في السماء غرفة اسم أخذته من فيلم الانمي الجميل والذي كتبت عنه هنا