الثلاثاء، 9 يوليو 2024

-٣٥- عن المدونة

معذرة، انتهيت من تحرير عدد كبير من التدوينات. كتبتها بهيئتها الأولى حين ظهرت كفكرة، يمكنني فهم ارتباطاتها لاتصالها المباشر بخلايا مخّي بكلّ سياقاتها بما في ذلك ماله علاقة بخلايا قلبي. لكن بعد فصلها وإلقائها على هيئة كلمات بدأت أشعر بأنّ جملا كثيرة يعوزها الوضوح وربما صحة التعبير، كأنّي أحدّث نفسي -وربما معك عزيزي القارئ- كلمات قفزت من محلّها وجُملة سكتت فجأة، بإيماءة من جملة أخرى وأخيرة اكتفت بترك آثارها، فكانت بحاجة إلى تخمين يُتعب القارئ حتّى يعثر عليها، بالتأكيد عقلي يعرف أين تختبئ سلفا لهذا كانت مكشوفة وهي قابعة في رأسي، فوضى لعلّها تعبير ضمنيّ عن حركتي الكثيرة وأنا أتكلم بالعادة. الموضوع يشبه إرسال صورة من جهاز بصيغة لا يدعمها الجهاز المستقبل. كتابة تصلح أن تكون في دفتر الخربشات أكثر؛ بهذه الدفاتر تقرأ ما خلف الكلام نفسه، ستعنيك الأخطاء والتعديلات وكلّ شطب تجده بما في ذلك حدّة القلم على الورق وكلّ قطرة تركت: دمعة، قهوة، شاي إلخ. لا أبرّر ذلك لكني أحب أن أكتب كأنّ لا أحد سيقرأ لي، وأن أبدو كما أبدو وأنا أحدّث نفسي لعلّي بذلك أكون بصورتي هذه أقرب إلى قراءتك. أو لعلّي أحاول وصف الفكرة كيف تبدو وهي في داخليّ بشكلها الأقرب إليّ والذي أحببت أكثر من محاولتي وصف موضوع ما، وفق قواعد ونظام محددين. على كلّ حال -العبارة أحبها كعمليّة هروب للأمام وأنا أكتب- استمتعت وأنا أحرّر بصدق، وأن يبدو ذلك كأنني أعتني بشيء أحبه.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق