الأربعاء، 7 مارس 2018

-١٣-

-١٣-
 

" .... لم تكتب قصيدتي التي أنتظرها منك ولكن صدّقني بأنّي واثق كلّ الثقة من أنّك ستفعلها ذات يوم وهذا اليوم ليس ببعيد وسأذكّرك" 

للأسف خذلتك أيّها الصديق. 


لم أنس ذلك الكلام وغيره الكثير وكيف أنّ كلّ ذلك أدخلني إلى عالم وجدت فيه من يمنحني فَرحهُ بما أكتبه، على الأقل بتعبيره. لم أكن لأطلب أكثر من ذلك. كان التعبير عن رضاهم بكلّ ذلك كافيا وبفضلهم كانت تلك الزاوية الضيّقة من حياتي كافية لإسعادي وللشعور بالرضا، كنت أحجب هذه الزاوية عن عالمي بالواقع. مضى زمن طويل على ذلك الشعور للأسف ياصاحبي لم أعد قادرا على بلوغ ذلك اليوم لأنّي خرجت من تلك الأيّام واختلف كلّ شيء، فمهما مضت الأيّام فإنّ ذلك اليوم لن يأتي لأنّه في زمن آخر. في فضاء كان كلّ شيء فيه يطفو بخفّة ولاوجود لجاذبيّة تذكّرك دوما بأنّك في قبضة الأرض، بات الشعور بتلك القبضة ملتصقا في تفكيري. فكيف لي أن أبعد تفكيري إلى حيث لا يمكن وصفه، بالكاد أستطيع وصف ذلك المكان من خلال ماكنت عليه، مضى زمن طويل على ذلك. عندما تكتب الشعر غير مهتمّ بما يجب أن تكتبه وبماهو أجود للمعنى وبقافية تعطيك أفضل إطلالة للوصف وتنسى أن هنالك من لن يعجبه كلامك ويكون همّك في وصف شعور هَمّ بإسعادك وإن خرج حزينا، فكما يقولون بأنّ الإنسان بإمكانه أن يفهم العالم والكون عندما يتعمّق أكثر ويتأمّل في ذاته فالتأمّل في ذلك الشعور يمنحك فرصة لفهم نفسك بدلا من هذا العالم، ما أجمل أن تصادف نفسك. سيبدو كلامي غريبا ولكن ذلك الشعور والموجود في مكان أسميته بالفضاء كان كلّه موجود في تلك الزاوية. إنّ عجزي عن إبداء أبلغ امتنان وأعمق تعبير نحوهم يشعرني بالوحدة. وبعد أن خرجت من ذلك العالم وحيدا وفقدت آخر ورقتين تنتميان إلى ذلك العالم وكنت في حينها في أوج مايمكّنني من بلوغ ذلك اليوم، كان الأمر أشبه بفقدات آخر خطوتين في طريقي. على كلّ حال هل فكّرت يوما بالعودة إلى حلم حلمت به؟ هل فكّرت يوما بالذهاب فعلا إلى مكان في عالم آخر كنت تتخيّله؟ هل فكّرت يوما بالذهاب إلى الماضي؟ أو إلى أي أماكن مستحيلة؟ سيكون ذلك ممكنا مثلما سيكون الوصول إلى ذلك العالم الذي تركته ممكنا عبر كتابة ما وُعدت به، حيث سيصل ذلك اليوم الذي قال بأنه سيذكّرني فيه، مثل مكان أذهب إليه.    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق