الخميس، 8 مارس 2018

-١٤-

-١٤-

كان للأشياء طعم بالأمس واليوم نفس هذه الأشياء لاطعم لها. كنت قد أبقيت الكثير منها لهذا اليوم مع الأسف. لاسبيل لفعل شيء، والوقت لايزال باكرا لقلب صفحة هذا اليوم بالنوم بحثا عن يوم آخر. هذا اليوم أفرغ كلّ مافيه باكرا ولم يعد لي أي شيء منه.حتّى الأشياء التي كنت أودّ كتابتها وإن لم تكن تهمّ أحدا فهي كانت كافية لتهمّني اليوم أفتقد الاهتمام بها. وليس الأمر في أنّ لاشيء أفعله بل في أنّي لم أعد قادرا على الرغبة بفعل ماأحبّ. في مثل هذه الظروف ألجأ للبحث عن يوم آخر بالذكريات ولكن الحنين موحل بالألم ويصعب الخروج منه. لا أدري لم في كلّ مرّة ينتابني ذلك أشعر بلذّة الصراخ وإن لم أذق طعمه، فأنّي أشعر بذلك من مقاطع تمرّ في بالي لأناس يصرخون أو يحاولون ركل الفراغ بما أوتوا من قوّة. في هذه اللحظة أتذكّر الصراخ في وجه الباب المغلق بفيلم Oldboy (2003)  وصرخات لاعبي كرة القدم وهم في قمّة فرحهم وكأنّي كنت أبحث عبثا عن فم أصرخ به. ولأركل الكلمات بكلّ قوّة من فمي. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق