الثلاثاء، 7 مايو 2019

ماسحة الأرضية


 *


بعد قطع مسافتي الطويلة و المرهقة عائدا من العمل إلى بيتي 

فتحت الباب، المشهد كان صادما، الأرضية لامعة والطاولة متألقة بلونها الذي طال غيابه تحت الغبار. الأحذية صفّت بعناية واتقان احتاجت الى أن يثني أحدهم ظهره ليضعها برفق.

رائحة البيت مليئة بالعطور، معطرات ورائحة بخور كانت آخر أثر للشخص المتعب الذي كان هنا. 

كل شيء يلمع، قطع الزينة بالأثاث مرتبة للغاية. كما لو أنّها ثبّتت بقوّة وصرامة ولا شيء يجرؤ على تحريكها انشا واحدا ويقينا لن تجرؤ القطع لو استطاعت.

الحصان الجاري لا شكّ  وأنه متعب لوقوفه بهذه الوضعية. قبل ذلك كان يبدو بأنه يجري فعلا. 

بشكل مزعج كل شيء كان مرتّبا. رغم المساحات التي اتاحها الترتيب يبدو المكان خانقا وفي غاية الضيق "لا أشعر بارتياح" هكذا أبدو. أشعر بغضب الشخص الذي كان هنا. على أنّه بيتنا إلا أنه يبدو مخيفا وغريبا. لطالما كان بيتنا مرتبا لكن هذه المرة الغضب يعمّ المكان، التعب والكدح والعرق الذي جفّ داخل الأعماق خلق فوضى بيني وبين هذا المكان.

أشعر برغبة المكان بدفعي خارجا قبل أن يراني ذلك الشخص الغاضب، والحصان أكثر من أي وقت أحسست برغبته الجامحة للاندفاع باتجاه الباب خارجا، كان عليه أن يدهسني وهذا ما أخافني فعلا. دفعت بنفسي خارج البيت هاربا، كأنّي أحدثت كسرا في هذا المكان.


-------------
*Susan Rothenberg 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق