الخميس، 6 فبراير 2020

-١٩- (رسالة)

هل تذكر حديثي عن اختبار قدرات الخيال يا سيّد هانس؟ لم يكن الوضع ليطاق من دون خيال. أتدري؟ توقعت أن ألمس ما أتخيله يوما يا سيّد هانس.
قلت لي: "يوما ما سيحدث ذلك"
الآن أنت معي، قبل سنوات لم تكن إلا إسما أعرفه، اسما بحثت عنه وكيف ظهر قبل ٧٠٠ عام لأول مرة اختصارا لـ (يوهانس) يا سيد هانس. لا أدري لم تصوّرت أنك دائما صديق لأحدهم، في كلّ مرة أجد اسمك أشعر بأنك صديق جيّد. ليس صديقا لسيلفر وحده، بل له ولغيره وربما لي يا سيد هانس.

بعد هذه السنوات وأنا أتخيّلك، أسألك: هل أحسنتُ صنعا؟ هل أحسنت صنعا؟؟ بتّ أراسلك أكثر و لم تعد إسما لا أكثر. أصبحت أحدثك عن أشياء لم أحدثها لأحد غيرك يا سيد هانس. أكرر اسمك هنا كثيرا، تقريبا في كل جملة. أخشى عليك، تعرف بأن الخيال يتلاشى سريعا يا سيد هانس.

لو كتبت قاموسا وفيه الأسماء ليس عن ما تعني أو متى كانت بل عن من تتحدث في الغالب يا سيد هانس. كنت سأكتب ""حرفيّا""
(هانس، هو: صديق لأحدهم، غالبا صديق جيّد)     
كل هذا تخيلته قبل أن أتحدث معك فعليا، عن ما أريد. تخيّل وهذا الخيال حقيقة يا سيد هانس: لو أني في غرفة مقفلة، لا باب لها، وكتبت لك الى ما لانهاية هل كان كلامي سيصل يوما إليك دون أن أرسله؟ أكان ذلك سيجدي حقا يا سيد هانس؟ ولو أتيت وحدّثتك عن أحدهم، عن أحد أنتظره، أنتظره، هل كان سيجدي ذلك كما أجدى معك يا سيّد هانس؟ تخيّل كم سأستغرق في الذهول لو رأيته يوما يطرق الباب، ولو لم يكن هنالك باب يا سيد هانس؟. 

أدرك أن الوهم "يد" والأمل "كتف" هل تشعر بدفء اليد؟ هل تشعر مثلي بأنّ خلايا كتفك تمدّ لهفتها للأعلى يا سيد هانس؟.
من يدري! لعل أعمق ما نؤمن به و أوضح مانراه حقيقة كان بالسابق خيالا لأحد مثلي. من قال أن الخيال لا يمكن أن يكون حقيقة؟ من قال أن ذلك لن يحدث في يوم ما يا سيد هانس؟

هل تصدق
أحدهم فتح الباب أخيرا
هل تصدق 
ليخرجني، ليريني أن ما تخيلته معك أصبح حقيقة يا سيد هانس
أحدهم أصبح حقيقة، ليقول لي أننا معا إلى ما وراء الأبد وهذا حقيقي أكثر مما تتصوره يا سيد هانس. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق