الثلاثاء، 18 فبراير 2020

رسالة -٢٠-



"مشهد إشعال الأرواح في الأشياء" 
مشهد انمي لا تهتم به في (ون بيس) 
هل تخيلت كاتبا يعيش في قعر خياله؟ ليس بالمعنى المجازي للكلمة، بل حرفيّا يعيش في قعر خياله. لا أنسى ذلك الشعور، الشعور بمأزق أن يتحقّق كلّ شيء تتخيّله دون أن تتحكم به. بعد كل هذه السنوات أتذكر الكاتب المسكين جيّدا. 

أحدهم، نعم أحدهم. قام بحشو ذاكرته بما لاينتهي من مشاهدات كرتونيّة وأفلام وخيال كان في العادة تكملة لمشاهد لم تتم في ما كان يشاهده، بالغالب كان يدخل إلى ما يشاهده من خلال ذلك، ليجرب العيش وسط الشخصيات التي أحبها. وبعد سنوات أصبح قادرا على بعث كل تلك المشاهد بما يحيط به. كأنه لم يخرج من تلك الغرفة التي كان محبوسا فيها. بعد أن أفرغ الناس روحه منه تركوه وحيدا بالغرفة ليملأ نفسه بما أصبحت لاحقا ذكريات لا تنسى، أو روحا بديلة له. 

كان يبعث تلك الذكريات في كل شيء حوله. ولا يكف عن خلق المشاهد التي تعبر عن مشاعره. وكأنه يدرك بأن أفضل طريقة لالتقاط مشاعره -وهي أغلى ما يملك- من خلال اختلاق مشهد سينمائى\كرتوني في مخيّلته. يتركه لا حقا في رفّ ذاكرته والتي تشبه غرفة سريّة في روحه، التي صنعتها أيامه التي لا تنسى. طوال حياته وهو يكرّر المشاهد ويقوم بتحسينها. كان يعيد المشهد كثيرا، كثيرا حتّى يضجر الوقت منه. ليختار لا حقا أفضل ما يمكن التعبير به. كل هذا بينه وبين نفسه. لا يدري، إلى أين وكيف سينتهي كل ذلك، إن كان فيلما، إلى أين سينتهي؟ هل يمكن مشاهدته بالنهاية. كل ما كان يأمله هو أن يحدث من أحبه عن آخر مشهد قام بتصويره، وعن فيلمه المرتقب. لا جمهور له سواه. كان يأمل أن يتحدث ويتحدث مع من يحبّه -والذي كان يشعر بأنه إلتقى به عميقا في صغره- حتى تكتمل مشاهده كفيلم مكتمل ويشاهد معه ما أحب تعبيره طوال عمره قبل أن يلتقيا بسنوات طويلة. ليكتشف لا حقا أنه لم يكن يصور في خياله منذ البداية إلا فيلما كان يتحدث (حرفيّا) عن الشخص الذي يحبه من كل قلبه. والذي لم يلتقي به إلا بعد سنوات من كل ذلك. 

لهذا بدا مألوفا لقلبه منذ البداية.  لهذا عرف بأنه مهما فعل لن يتوقّف عن حبّه فهو يقول دائما " ما فعلته تلك الأيام لا يغتفر فأنا أحبها رغم رحيلها عني" كان الحنين يطارده ويحاصره دون أن يخنقه، لا يدري كيف يشعر بالحنين لمن لم يره من قبل؟! كان قد أصبح قادرا على الشعور بالحنين بكل ما يحيط به وكأنها تشير لأحد ما ورغم أن وجود الناس كان يزعج ذلك الحنين إلا أنها باتت أشد اصراراوعنادا لتأخذه إليها. حتى جاء أخيرا. وتلا شى كلّ شيء. لتعود الأشياء في  محيطه كما كانت تشبه الناس من حوله جمادات تملؤ الأعين، عدا الشخص الذي أتى أخيرا وكأنه خرج بعد أن بقي سنوات طويلة داخل روحه.  لينتهي الحنين بأحدهم ويكتمل الفيلم له.

من هنا أقول لك يا سيّد هانس الخيال أصبح حقيقة. يا سيد هانس كأنني خلقت من أجله وكأني جمعت هذا الفيلم له وشعرت بالحنين إليه لأعرف أنه كان معي منذ البداية يا سيد هانس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق