لم أنم جيّدا ولا رغبة لي في النوم. لم أعد أشعر بدماغي. لازلت أفكّر بشكل جيّد ولو أني أشعر بأنّ دماغي متوقّف عن العمل؛ لم يعد يفرز العديد من الافرازات التي تزن شعوري وسلوكي، شعرت بذلك لهذا شعرت بحاجتي لشرب الماء كثيرا.لست أدري بعد هذه الفكرة الغريبة، هل أنا أفكّر بشكل جيّد؟
أشعر بالقلق، لا شيء يقلقني. أشعر بالغضب، لا شيء يغضبني. أشعر باليأس ولا شيء يدعو لليأس، على الأقل بالنسبة لمن يعيشون حولي. كل شيء على ما يرام وأكثر. كل شيء كما يتمنّاه الجميع.
بالعادة أتعافى بالحديث عن ما أحب. ليس لدي الآن ما أقوله عن ما أحب وهذا يخنقني.
الآن أكتب بقلم سائل، ذو خطّ عريض. لطالما أحببت مثل هذه الأقلام، الأقلام الدقيقة قادرة على فضح أبسط ارتعاشة في يدي. الأقلام العريضة تحافظ على تماسك خطّي. خطّي ليس جيّدا لهذا اليوم بل أني لا أكمل رسم كل الحروف واكتفي بخدش بسيط يدل على الحرف الذي أردت كتابته.
عزيزي القارئ، كعادتي لم أقل أي شيء حتّى الآن. كل مافعلته هو أنني أخذتك بعيدا عدة أسطر بالأسفل. الجميع بالأعلى على ما يبدو، غادروا بعد بضعة أسطر أو من أول سطر. أعترف بأن ذلك يشعرني بأني قادر على قول ما أريد يا عزيزي الوحيد علي انفراد، ولو أن هذا ليس كافيا لجعلي أقول كلّ ما أريد. أقول لك من كل قلبي بأني ممتن لبقائك معي كل هذه المدة.
يكفي وصولك، ويكفي أنك ترى هذا المكان، مكاني السرّي الذي أختبئ به بعيدا عن الجميع.
لا شيء أستطيع قوله ولو أن هذا السكوت يخنقني. يكفي أن تكون معي في لحظة كان يمكن أن أقول لك مالم أستطع قوله. ليتك تخبرني، مالذي رأيته في عيني وأنا أكاد في هذه اللحظة أن أقول لك كلّ شيء.
سـأخبرك:
ردحذفوجدت الخواء.. والرغبة في العواء.. كذئبٍ عجوزٍ جريح تركته القافلة وحيدًا.