الخميس، 7 يونيو 2018

في ذكرى النقمة: مذكّرات (١)

"الأحلام سخيفة في الواقع"

لا هدف لكتابتي، يمكنك أن تعرف ذلك بمجرّد أن تعرف بأنّ أهمّ القرارات المصيريّة في حياتي لم تكن باختياري. لهذا أنا عاجز تماما عن اتخاذ أيّ  شيء حتّى عن تحديد هدف لما أكتبه

في ظهيرة ذلك اليوم أوّل يوم عمل رسميّ كان أوّل من استقبلني قد سحبني وقال: لاعليك من أحد فلندعهم. تعرّفت عليه كان من النوع الذي يجيد التظاهر بأنّه إنسان مهمل ومتهوّر ولايهمّه أحد والحقيقة أنّه خلاف ذلك. أدخلني في صالة مليئة بالزملاء، أكثر رائحة تبغ أكرهها "ديفيدوف أبيض" كانت تعجّ بالمكان حتّى أنّ الجلوس على الموكيت كفيل بإلصاق هذه الرائحة بملابسك بل إنّ يدك سرعانما تتلطّخ بهذه الرائحة بمجرد اللمس. كانت النفوس مريبة، لا أدري لكنّهم بدوا وكأنّهم مجبرون كلّهم على القيام بدور يكرهونه في كلّ  يوم وهذا ماجعلني أكره ابتسامتهم لي. كلّ  كلمة تقال هي سهم مصوّب نحو أحدهم.  شعرت من الوهلة الأولى بأنّني زائد عن هذا المكان. حيث يطلب منك أن تبحث عن دورك بنفسك ولأنّك جديد ينبغي أن يكون كريها، في هذا المكان أن تكون تحت الضغط وبنفس سيّئة يعني أنّك تعمل بجد. بعض الوجوه كنت أعرفها لكنّها لم تعد تلك الوجوه التي كنت أعرف، كنت مغرورا لهذا لم أفكّر يوما بأنّي سأكون مثلهم في يوم ما.  

يمكنك أن تشعر بالغثيان بمجرّد أن تعرف ماهو برنامجي اليوميّ، لك أن تتخيّل أن برنامجي هذا كان ملاذي مما أنا فيه. كان للحياة رتم يعيش فيه الجميع من دوني وكنت عاجزا على الدخول إليه. ببساطة بدا وكأنّ الجميع يلعبون لعبة وجئت إليهم متأخّرا كان الكثيرون يكملون اللعب معهم دون استئذان، كان تصرّفا أهوجا ولكنّهم اكملوا اللعب واستمتعوا سويّة وبالنهاية بقيت أنا أفكّر بمناسبة لاستئذان الجميع بمن فيهم من دخل متأخّرا. شارفت اللعبة على النهاية ولم ألعب مع الجميع. 

ولعلّي أكمل لاحقا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق