الثلاثاء، 19 مايو 2020

-٢١-

-٢١-
*

"ما يصلح" كانت هذه أكثر إجابة على أي شيء تمنّيته وإن كان تافها. لم يملك أحد الوقت الكافي لإخباري بالأسباب، كلّ ماهنالك أن هذه الكاملة كانت كافية لافتراض كلّ شيء ومن سوء حظّي لم يفترض عقلي إلا المعنى الحرفيّ لهذه الكلمة " ما يصلح" تعوّدت أن ما أتمنّاه لا يصلح لي وكبرت على أنه لا يحق لي أن أحلم، الحلم عار. كلّها أشياء وإن شعرت بزنها ستكون جزءا منّ روحي ليست لي. لم يكم بمقدوري قذف هذا الشعور عنّي. الشعور بالعار عند كشف أي شيء أرغبه كان يخنقني. أدرك معنى الاختناق عندما لا يجد أحدهم كلمة ليقول بأنه: نعم يريد ويستبدلها بـ "براحتك". أمر مزعج أن تدرك بأنّك ولدت وأنت محروم من أشياء كثيرة، أشياء منذ ولادتك وأخرى يأتي من الشعور العميق الذي يخلقه "ما يصلح" في جوفك. كل ذلك يجعلك باهتا ولا لون لك ويخلق منك كائنا في قفص مصنوع من نفسك التي لم تعد تتخيّل الأفق إلا خلف حاجز لا يمكن القفز منه. أشعر بالغضب، أشعر بالغضب مني أكثر من أي أحد آخر. لماذا أكره من لا يجب عليّ كرههم؟ لماذا أحقد على من لا ذنب لهم؟ لماذا أصر على أن يدفع الكثيرون ثمن ما يجب عليه دفعه؟ لماذا أقوم بأشياء خاطئة في وجه أكثر من كنت أتحاشى الزلل عنده؟ انكار ذلك يشبه إنكار أحدهم بأنّ الكلمات البذيئة لا تجدي نفعا! "ما يصلح" أن نقول أنها تجدي رغم أنها بالفعل تجدي. الكتابة لا تجدي بل إنها ساخرة الى الحد الذي يجعلها عملا مصطنعا عندما تتقن التعبير عنك. أنني غاضب الى حدّ مخيف وأشعر بالكره إلى حدّ يستنزف روحي. لا أدري من ماذا ولم لكنّه مخيف لأنّي أبدو هادئا وفي أفضل حال رغم ذلك أي أن شيئا ثقيلا ثقيلا يرغمني على إبقاء كلّ ذلك الشعور في جوفي. أشعر بأني مبنيّ من حجارة وأشياء بسيطة استطاعت أن تصنع ثقوبا من خلالي ليتسلل النور إليّ. كنت أعيش على هذه الثقوب بعد أن حبسوني داخل الحجارة التي تحيط بي وذلك للإطمئنان عليّ. ما كلّ هذا؟ يمكن لأحدهم بأنّ يقول بأنّي كنت مخطئا وبأني لم أفهم ماكانت تعني "ما يصلح" عندها سيتحتّم عليّ أن أوجّه الشتيمة والغضب واللعن كلّه إلى نفسي وهي التي تصوّرت بأنها لم تخلق لي من الأساس.   



*Anne Magill

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق